القليوبية :المشمش في العمار!
في هذه الايام يجمع محصول المشمش
وتتركز زراعة المشمش في محافظتي القليوبية والفيوم والتي تصل مساحتها الي حوالي 5 آلاف فدان معظمها من الأشجار البذرية التي تختلف فيما بينها في طبيعة النمو ومواعيد التزهير والنضج وقيمة المحصول وجودة الثمار.. كما تبلغ المساحة المزروعة من صنف المشمس »الكانينو« حوالي 03 الف فدان وتزداد المساحة المزروعة منه سنويا نظر للاقبال عليه ودخوله في الاثمار مبكرا عن السلالات المحلية ومناسبة الظروف المناخية له في مناطق زراعته بالاراضي الصحراوية.. وتعد قرية العمار الكبري مركز طوخ بالقليوبية من اكثر القري زراعة للمشمش ويعتبر مشمش العمار من اجود الانواع وذاع صيته محليا وعالميا حيث يتم التصدير منه بكميات كبيرة.. الا ان مشمش العمار تعرض في السنوات الاخيرة خاصة هذا العام لانهيار كبير واصبح الخراب في العمار مخيفا وتراكمت الديون علي المزارعين.. وهناك اسباب عديدة ادت الي انهيار محصول المشمش في القرية الشهيرة بزراعته منذ عهد الخديو توفيق عندما نقلها العمال السوريون اثناء قيامهم بحفر الرياح التوفيقي المار بالقرية.. »الأخبار« انتقلت الي قرية العمار الكبري لتبحث علي الطبيعة اسباب انهيار المحصول بهذه الصورة.. التقينا بعمدة القرية يوسف مصطفي عامر الذي يري ان اهم الاسباب ترجع الي اختلاف العوامل المناخية اثناء فترة التزهير علما بأن فترة التزهير تحتاج الي 007 ساعة صقيع.. والنمو الخضري طغي علي النمو الزهري.. كما ان رتفاع منسوب المياه الجوفية في الاراضي الزراعية يعد سببا رئيسيا لانهيار المحصول بسبب سوء حالة مصرف طحلة المار بالعمار الكبري الذي ارتفعت به المياه الجوفية واضرت بشجرة المشمش التي تحتاج الي فترة »فطام« حوالي 4 شهور.. اي من شهر اكتوبر الي اول فبراير ولايروي بقطرة مياه واحدة »فترة صيام«.. ويحدث ارتفاع منسوب المياه الجوفية تعفنا في جذور الشجرة ولذلك لم تثمر الشجرة ويؤكد عمدة القرية ان الخسائر هذا الموسم بلغت 89٪.. ومن جانبه اكد مدير الجمعية الزراعية بالقرية علي هذه الاسباب مضيفا اليها اختلاف عوامل الطقس ونقص الاسمدة العضوية وكذلك ارتفاع اسعار الاسمدة الكيماوية التي انعدم تواجدها في الجمعيات الزراعية.. واضاف سببا آخر وهو النقص في الري بمياه النيل التي تزيد من خصوبة التربة حيث تعتمد علي المياه الجوفية والابار الارتوازية.. واوضح ان القرية تزرع حوالي 3 الاف فدان من اشجار المشمس.. بينما يري محمد ابوالنور رئيس الوحدة المحلية بقرية العمار الكبري ان العادات التي تعود عليها المزارعون بقيامهم بزراعة الموالح داخل مزارع اشجار المشمش التي تؤدي الي انتشار ذبابة الفاكهة.. وكذلك عدم تواجد روح التعاون بين المزارعين لمقاومة ذبابة الفاكهة.. اي عدم التنسيق بينهم بالرش حيث يقومون بالرش في اوقات مختلفة منعا لانتقال الذبابة من ارض الي اخري والقضاء عليها.. واضاف ابوالنور ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية ادي الي انهيار محصول المشمش.. ويقول محمد ياسين »مزارع بالقرية« ان وراء هذا الانهيار هو ارتفاع منسوب المياه الجوفية الذي ادي الي تعفن جذور اشجار المشمش.. واستطرد حديثه قائلا ان بيوتنا خربت وتراكمت الديون علينا.. والتقط منه الحديث محمد كامل »مزارع« حيث اكد تراكم الديون عليه بسبب هذا الانهيار قائلا: لقد اقترضت من البنك مبلغا كبيرا علي ان اسدد في موسم المشمش ولكن للاسف الشديد ضاعت احلامنا بانهيار المحصول واصبحت مطاردا من قبل البنك.. واوضح الحاج صلاح محمد »مزارع« ان المياه الجوفية وعوامل المناخ وراء انهيار المحصول قائلا: لقد تعبنا وعملنا اللي علينا ولكن جاءت النتائج سيئة للغاية.. وفي نهاية الجولة.. ودعنا الاهالي والحسرة تعتصر قلوبهم آملين في ان يجدوا حلولا لدي المختصين والمسئولين لانقاذ محصول حيوي يتمتع بشهرة عالمية. في هذه الايام يجمع محصول المشمش
لفواكه الصيفية ذات القيمة الغذائية العالية المفضلة للمواطن المصري.. ويدخل بجانب الاستهلاك الطازج في كثير من الصناعات الغذائية واهمها العصائر والمربات ورقائق المشمس التي تزيد من قيمته الاقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق