قراءة القرآن للحائض بأي صورة حرام؛ وذلك لقداسة القرآن الكريم؛ فلا يصح أن يقبل الإنسان على قراءته إلا وهو متطهر، بل إن الوضوء واجب أيضاً بجانب الطهارة.
وكما أعفى الله سبحانه الحائض من الصوم والصلاة فلا تصلي ولا تصوم امتثالاً لأمر الله؛ فعليها ألا تقرأ القرآن أيضاً امتثالاً لأمر الله عز وجل، وفي ذلك الامتثال أجر عند الله.
وكما أن قراءة القرآن في الطهر عبادة؛ فكذلك عدم قراءته للحائض اعترافاً منها وتقديراً لقداسته عبادة أيضاً.
ولكن يمكن للحائض تمرير القرآن على ذهنها، إيناساً لها، واطمئناناً لقلبها، وفي هذا القدر كفاية.
*********************
نمت في نهار شهر رمضان، وعندما استيقظت وجدت نفسي محتلماً؛ فهل أكمل صوم ذلك اليوم أم أفطر وعلي القضاء؟
لا شيء على من احتلم وهو صائم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الشريف: "رفع القلم عن ثلاث: المجنون حتى يفيق والنائم حتى يستيقظ والصبي حتى يحتلم" [ متفق عليه].
*********************
سافرت إلى إحدى الدول في نهار شهر رمضان، وعند وداع زوجتي لي قبّلتها وقبّلتني، فهل ذلك يبطل الصيام؟
سأل عمرو بن أبي سلمة النبي صلى الله عليه وسلم: أيقبِّل الصائم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل هذه (وأشار إلى أم سلمة)؛ فأخبرته أن رسول الله يفعل ذلك. قال: يا رسول الله، فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال صلى الله عليه وسلم: "إني لأتقاكم لله وأخشاكم لله" [مسلم].
وذكر أحمد أن شاباً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أأقبّل وأنا صائم؟ قال: "لا" وسأله شيخ: أأقبل وأنا صائم؟ قال: "نعم"، ثم قال: "إن الشيخ يملك نفسه".
والاعتبار بتحريك الشهوة وخوف الإنزال؛ فإن حُركت شهوة كُرهت (أي القُبلة) وإن لم تحركها لا تكره، والأَوْلى تركها.
*********************
عقد نية الصوم؛ ولكنه أصبح مريضاً، فطلب منه أبوه أن يفطر لمرضه؛ فأبى وأكمل يومه صائماً، فما هو المرض الذي يبيح الفطر في رمضان؟
المرض الذي يبيح الفطر في رمضان هو المرض الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى برؤه (شفاؤه) قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}. وقال: {وما جعل عليكم في الدين حرج}.
صدق الله العظيم
*********************
هل يقبل الصيام من تارك الصلاة؟ أم أن العبادات كلها مقرونة ببعضها البعض؟
لا.. الذي يفعله الإنسان يأخذ ثوابه، والذي لا يفعله يأخذ عقابه.. مثلاً: لا تأتي لشخص وتقبل الصلاة، وما تقبلش الباقي، لا.. علشان لما يعود للعقوبة يبقى العبء لشيء واحد، ويظل الذي يفعله من الطاعة يشده للدين أيضاً.
*********************
لاحظت على أحد جيراننا أنه يفطر في شهر رمضان رغم أنه غير مريض أو مجنون؛ فما هي عقوبة المجاهر بالإفطار في شهر رمضان؟
عقوبة الجهر بالإفطار في نهار رمضان هو التعزير. ويقصد به التأديب بالضرب أو الشتم أو المقاطعة أو النفي، وحكم التعزير واجب في كل معصية لم يضع الشارع (المشرّع) لها حداً ولا كفارة؛ وذلك كالسرقة التي لم تبلغ نصاب قطع يد السارق.
والتقرير بالضرب لا يتجاوز عشر ضربات بالسوط، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله" [متفق عليه].
وأن يجتهد السلطان في التعزير؛ فيضع لكل حالة ما يناسبها، وإن كان الشتم يكفي لردع المذنب كفى، وإن كان حبس يوم وليلة كفيلاً بالتأديب.
*********************
هل استخدام السواك في نهار رمضان يبطل الصيام؟
- لا ..... لا يُفطر..
*********************
قال رجل لابن عباس رضي الله عنه: إني أتسحر فإذا شربت أمسكت قال ابن عباس: كل ما شككت حتى لا تشك؟!
إذا تأخر الإنسان في السحور مجبراً، وكان يغلبه النوم وفاجأه أذان الفجر.. ماذا يفعل؟!
إذن عليه أن يتخلّص مما عنده ولا يتناول شيئاً جديداً؛ فيمضغ فقط ما في فمه.
*********************
ما حكم الصائم إذا تمضمض أو استنشق وهو يتوضأ فسبق الماء إلى حلقه دون تعمد أو إسراف؟!
من غير تعمّد... يحاول أن يرجعها.. لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.
*********************
أصابتني الجنابة بالليل في رمضان، وأذّن الفجر قبل أن أغتسل. هل يؤثر ذلك على صومي؟ مع العلم بعزم النية على الصيام قبل النوم؟
صومك صحيح، وعليك بالاغتسال الكامل في أقرب وقت ممكن، حتى يمكنك أن تؤدي صلاة الفجر.
وجاء في الصحيحين عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصحو جنباً، وهو صائم، ثم يغتسل.
********************* class="GreenSubTitle">هل الإفراط في الإفطار أو السحور يتفق مع روح الصيام؛ حيث يقول الله تعالى: {كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}؟
هذا في غير الصيام؛ فالإفراط غير مستحب في غير الصيام.. فبالطبع يكون أولى في الصيام.
*********************
ما حكم من صام أياماً من رمضان وأفطر أياماً أخرى متعمّداً.. أتحسب له الأيام التي صامها أم لا تحسب؟
*********************
ما هو الفرق بين صوم الأيام المعدودات وصوم رمضان؟
أما حيث فرض الله تعالى الصوم في شهر رمضان، فلم يتأتَ في ذلك الاختيار؛ حيث يقول سبحانه:
{فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر}.
وعلى ذلك؛ فالصوم في الإسلام على وجهين:
الوجه الثاني: حيث شرع الله الصوم في زمن محدد بشهر رمضان، لم تكن فيه هذه الرخصة؛ فصومه فريضة شرعها المولى سبحانه.
*********************
ما هو فضل صوم شهر رمضان؟
يبين لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل شهر رمضان؛ فعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قد جاءكم شهر مبارك، افترض عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم" [ أحمد والنسائي]
*********************
شهر رمضان -مادة الراء والميم والضاد- تدل على الحرارة والقيظ الشديدين. ويقال: "رمض الإنسان" أي : حرقه العطش. والمقصود بالرمضاء: الرمل الحار.
وهكذا فتسمية الشهر الكريم بشهر رمضان مأخوذة من الحر والقيظ الشديدين، وكأن الناس حينما جاءوا بأسماء الشهور صادف ذلك في رمضان أن كان الجو حاراً.
إذن فتسمية رمضان بهذا الاسم تأثرت بطبيعة الوقت الذي أطلقت فيه تلك التسمية. وكأن الحقّ -سبحانه وتعالى- باختياره تلك التسمية لهذا الشهر يدلل بذلك على المشقة التي تعتري عباده في أداء صوم رمضان.
********************
* عن كتاب "الشيخ الشعراوي وفتاوى العصر" لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق