قلنا وقال غيرنا، وكتبنا وكتب غيرنا أنه ما من أحد يترك السلطة طواعية، وأن المجلس العسكرى الذى يحكم مصر منذ مساء 11 فبراير 2011 هو الممثل الشرعى للطبقة الجشعة التى كادت تنهار أمام غضب الملايين من الشعب الذى انتفض مؤازراً الشباب الذى أشعل قناديل الثورة فى 25 يناير.
هذا المجلس بعد مكائد وألاعيب وقتل الثوار أدخل الناس فى متاهات سياسية مقصودة حتى نصل إلى هذا الاختيار المر فى من يحكم مصر: الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك وأول رئيس وزراء للمجلس العسكرى! أم الدكتور محمد مرسى ممثل جماعة الإخوان المسلمين؟
هكذا إذن تم ابتذال الثورة بصورة لم يتخيلها أحد، فمن كان يصدق يوم طرد مبارك من عرين الرئاسة بعد ثورة مذهلة أن يأتى يوم يصبح فيه رئيس مصر رجل كان يملك السلطة كلها يوم موقعة الجمل، حيث ترك أصحاب الجمال والخيول يقتلون الثوار فى ميدان التحرير، بعد أن سخر من هؤلاء الثوار مردداً أنه لا مانع لديه من أن يأتى لهم "بالبنبون". إنه أحمد شفيق الذى أعلن بجرأة لا يحسد عليها، أن مبارك، المكروه والمطرود، مثله الأعلى!
حقاً... لقد لعبها المجلس العسكرى بذكاء، فقد عمل على تشويه الثوار الشرفاء وقتلهم بانتظام، وأرعب الناس بحكاية الانفلات الأمنى والبلطجية (أين اختفوا فى الانتخابات الرئاسية، أم أنهم بلطجية حسب الطلب؟)، ثم ظل يراوغ ويعاند ويرفض أية اقتراحات منطقية لعبور المرحلة الانتقالية بسلام، حتى يعد الأجواء المناسبة فيكره الناس الثورة والثوار، وتستعيد الطبقة إياها سطوتها ونفوذها بعد شهور من الضعضعة والارتباك والخوف من الشعب الثائر. وهو ما كان، وبزعم أن الصندوق هو الفيصل، وصل أحمد شفيق مرشح الطبقة الجشعة ونظامها السياسى الفاسد إلى المركز الثانى فى انتخابات الرئاسة وفق نتائج غير رسمية. أى أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الجلوس على عرش مصر، ولا عزاء للثوار ولا للشعب المحروم والمقهور!
أما الدكتور محمد مرسى، فإنه يكاد يحقق حلم الإخوان المسلمين فى خطف الدولة المصرية وإعادتها إلى الوراء، مستغلين فى ذلك طيبتنا نحن المصريين وتديننا الأصيل منذ آلاف السنين. فبعد أن سيطر الإخوان على مجلس الشعب، هاهم يحققون المركز الأول فى انتخابات الرئاسة، علماً بأنهم أعلنوا عدم ترشيح أحد منهم لهذه الانتخابات، لكن ما الحيلة وهم معرفون تاريخياً بهذه (الحركات)... يقولون ولا يفعلون... يوعدون ثم يخلفون!
لاحظ من فضلك أننى أتحدث عن معظم قادة الإخوان وزعمائهم من الرأسماليين الكبار الذين لا يختلفون كثيراً عن قادة الحزب الوطنى فى عشق الهيمنة والسيطرة، أما شباب الإخوان فيختلفون إلى حد بعيد، لأن كثيراً منهم شاركوا بإخلاص فى الثورة، وينتمون إلى فقراء هذا البلد الطامح إلى تشييد مجتمع العدل والحرية والجمال.
فى ظنى أن المسرح مهيأ لاعتلاء أحمد شفيق كرسى العرش، فلا المجلس العسكرى وطبقته سيسمحان بوجود رئيس إخوانى، ولا القوى الكبرى، تحديداً أوروبا تقبل أن تقام دولة دينية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، أى جنوب هذه الدول مباشرة.
كما أن كثيراً من المصريين سيؤيدون أحمد شفيق ليس حباً فيه أو فى (أناقته وبلوفراته) إنما خوفا من مرسى وجماعته (المسيحيون على سبيل المثال).
طيب... إذا كان هذا التحليل صحيحاً، وأظنه كذلك، ما العمل إذن؟ هل نترك نظام مبارك يستعيد عافيته ويحكمنا من جديد عن طريق أحمد شفيق، وكأن لا ثورة قامت ولا يحزنون؟ أم ننصاع لأفكار الإخوان التى تخاصم العصر وتحارب التطور؟ مع ملاحظة أن استبعاد حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح من السباق يؤكد الإصرار على حرمان أكثر اثنين محترمين من المنافسة!
لا أمل فى اعتقادى إلا فى شباب الثورة الواعى وبقية الكادحين من عمال وفلاحين وموظفين صغار أصحاب المصلحة الحقيقية فى التغيير الجذرى للأوضاع البائسة فى مصر. على هؤلاء أن ينتظموا فى حزب سياسى يمتلك برنامجاً واضحاً ومحدداً يستهدف النهوض بالمجتمع ككل، محققاً الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
هذا الحزب يبدأ من الآن فى نشر الوعى بأفكاره وأهدافه النبيلة لجذب المزيد من المؤيدين والمناصرين والمتعاطفين، لييسر عليه خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى أية لحظة، ويحصد ثقة الناس ويقيم العدل والإنصاف، لأن الأعوام المقبلة لن تشهد عدلاً ولا إنصافاً، سواء حكمنا شفيق أو مرسى!
هذا المجلس بعد مكائد وألاعيب وقتل الثوار أدخل الناس فى متاهات سياسية مقصودة حتى نصل إلى هذا الاختيار المر فى من يحكم مصر: الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء فى عهد مبارك وأول رئيس وزراء للمجلس العسكرى! أم الدكتور محمد مرسى ممثل جماعة الإخوان المسلمين؟
هكذا إذن تم ابتذال الثورة بصورة لم يتخيلها أحد، فمن كان يصدق يوم طرد مبارك من عرين الرئاسة بعد ثورة مذهلة أن يأتى يوم يصبح فيه رئيس مصر رجل كان يملك السلطة كلها يوم موقعة الجمل، حيث ترك أصحاب الجمال والخيول يقتلون الثوار فى ميدان التحرير، بعد أن سخر من هؤلاء الثوار مردداً أنه لا مانع لديه من أن يأتى لهم "بالبنبون". إنه أحمد شفيق الذى أعلن بجرأة لا يحسد عليها، أن مبارك، المكروه والمطرود، مثله الأعلى!
حقاً... لقد لعبها المجلس العسكرى بذكاء، فقد عمل على تشويه الثوار الشرفاء وقتلهم بانتظام، وأرعب الناس بحكاية الانفلات الأمنى والبلطجية (أين اختفوا فى الانتخابات الرئاسية، أم أنهم بلطجية حسب الطلب؟)، ثم ظل يراوغ ويعاند ويرفض أية اقتراحات منطقية لعبور المرحلة الانتقالية بسلام، حتى يعد الأجواء المناسبة فيكره الناس الثورة والثوار، وتستعيد الطبقة إياها سطوتها ونفوذها بعد شهور من الضعضعة والارتباك والخوف من الشعب الثائر. وهو ما كان، وبزعم أن الصندوق هو الفيصل، وصل أحمد شفيق مرشح الطبقة الجشعة ونظامها السياسى الفاسد إلى المركز الثانى فى انتخابات الرئاسة وفق نتائج غير رسمية. أى أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الجلوس على عرش مصر، ولا عزاء للثوار ولا للشعب المحروم والمقهور!
أما الدكتور محمد مرسى، فإنه يكاد يحقق حلم الإخوان المسلمين فى خطف الدولة المصرية وإعادتها إلى الوراء، مستغلين فى ذلك طيبتنا نحن المصريين وتديننا الأصيل منذ آلاف السنين. فبعد أن سيطر الإخوان على مجلس الشعب، هاهم يحققون المركز الأول فى انتخابات الرئاسة، علماً بأنهم أعلنوا عدم ترشيح أحد منهم لهذه الانتخابات، لكن ما الحيلة وهم معرفون تاريخياً بهذه (الحركات)... يقولون ولا يفعلون... يوعدون ثم يخلفون!
لاحظ من فضلك أننى أتحدث عن معظم قادة الإخوان وزعمائهم من الرأسماليين الكبار الذين لا يختلفون كثيراً عن قادة الحزب الوطنى فى عشق الهيمنة والسيطرة، أما شباب الإخوان فيختلفون إلى حد بعيد، لأن كثيراً منهم شاركوا بإخلاص فى الثورة، وينتمون إلى فقراء هذا البلد الطامح إلى تشييد مجتمع العدل والحرية والجمال.
فى ظنى أن المسرح مهيأ لاعتلاء أحمد شفيق كرسى العرش، فلا المجلس العسكرى وطبقته سيسمحان بوجود رئيس إخوانى، ولا القوى الكبرى، تحديداً أوروبا تقبل أن تقام دولة دينية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، أى جنوب هذه الدول مباشرة.
كما أن كثيراً من المصريين سيؤيدون أحمد شفيق ليس حباً فيه أو فى (أناقته وبلوفراته) إنما خوفا من مرسى وجماعته (المسيحيون على سبيل المثال).
طيب... إذا كان هذا التحليل صحيحاً، وأظنه كذلك، ما العمل إذن؟ هل نترك نظام مبارك يستعيد عافيته ويحكمنا من جديد عن طريق أحمد شفيق، وكأن لا ثورة قامت ولا يحزنون؟ أم ننصاع لأفكار الإخوان التى تخاصم العصر وتحارب التطور؟ مع ملاحظة أن استبعاد حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح من السباق يؤكد الإصرار على حرمان أكثر اثنين محترمين من المنافسة!
لا أمل فى اعتقادى إلا فى شباب الثورة الواعى وبقية الكادحين من عمال وفلاحين وموظفين صغار أصحاب المصلحة الحقيقية فى التغيير الجذرى للأوضاع البائسة فى مصر. على هؤلاء أن ينتظموا فى حزب سياسى يمتلك برنامجاً واضحاً ومحدداً يستهدف النهوض بالمجتمع ككل، محققاً الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
هذا الحزب يبدأ من الآن فى نشر الوعى بأفكاره وأهدافه النبيلة لجذب المزيد من المؤيدين والمناصرين والمتعاطفين، لييسر عليه خوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى أية لحظة، ويحصد ثقة الناس ويقيم العدل والإنصاف، لأن الأعوام المقبلة لن تشهد عدلاً ولا إنصافاً، سواء حكمنا شفيق أو مرسى!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق