كواعب أحمد البراهمى تكتب : المواطنة

كل إنسان لابد أن يكون له وطن . يعيش فيه او يعيش بعيدا عنه ولكنه ينتمي اليه وبدأ يظهر مصطلح المواطنة  حاليا كثيرا في وسائل الاعلام المختلفة رغم انه موجود ونعيشه من قديم الأزل . ربما اراد المتحدثون بهذه الاحاديث ترسيخ مبدأ المواطنه . حيث بدأ يقل لدي كثير من الناس الشعور بالمفهوم الحقيقي للوطن .رغم اننا كلنا نحب وطننا ولكن لكل منا تعبير مختلف . وبقدر التعبير يقدر هذا الحب . فإذا كان تعريف المواطنة بأنها الإنتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دوله معينه .فأنه بذلك نكون جميعنا كمصريين يقيمون في دوله مصر بغض النظر عن الدين او الفوارق ألاجتماعيه لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات تجاه ذلك الوطن ( مصر ) .

وفي القانون يدل مصطلح المواطنة علي وجود صلة بين الفرد والدولة بموجب القانون الدولي . فالمواطنة هي مرادفة لمصطلح الجنسية علي الرغم من أنه قد تكون لهما معان مختلفة وفقا للقانون الوطني . والشخص الذي لا يملك المواطنة فى أى دولة هو شخص عديم الجنسية . ومصطلح المواطنة الذي يتردد حالياً هو مصطلح موجود من عصور فقد تحدث جان جاك روسو فى نظريته العقد الإجتماعي عن أن المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسئوليات الإجتماعية التي يلزم عليه تأديتها كما ينبثق عن مصطلح المواطنه مصطلح ( المواطن الفعال ) وهو الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوي مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي أو العمل التطوعي .

وعلي مر العصور ظهرت عدة وثائق حقوقية مهمة لحماية حقوق الانسان منها علي سبيل المثال شريعة حمورابى في الشرق الأوسط (العراق ) ووثيقة حقوق سايرس والتي تحدثت عن حرية الدين وإلغاء الرق ودستور أثينا  وماجانا كارتا بانجلترا .وقانون الحقوق الانجليزي عام 1689 ووثيقة فرجينيا 1776 .وديباجة اعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية يوليو 1776وآخرها دستور اليابان 1822. وهذه الوثائق حددت واجبات المواطن والتي منها  مثلا دفع الضريبة وطاعة القوانين والمطالبة بالعمل بها والدفاع عن الدولة بكل قوة وحماس والعمل علي تنمية الدولة والوطن ومن واجباته ايضا المطالبة بحقوقه والمحافظة علي ممتلكات الدولة والوطن وأداء الخدمة العسكرية .أما فى فرنسا عام 1789تم إصدار إعلان عن الجمعية التأسيسية الوطنية يعتبر إعلان وثيقة حقوق من وثائق الثورة الفرنسية وتعرف فيها الحقوق الفردية والجماعية للأمة وهذا الاعلان كان متأثراً بفكر التنوير ونظريات العقد الإجتماعي والحقوق الطبيعية التي قال بها المفكرون أمثال جان جاك روسو وجون لوك فولتير ومنتسكيو وهو يشكل الخطوة الأولى لصياغة الدستور ولكن هذا الاعلان رغم أنه حدد حقوق البشر دون استثناء إلا أنه لم يحدد مكانة النساء أو العبودية بشكل واضح . ولكن الأديان السماوية حددت حقوق وواجبات المواطن وعدم التفرقه بين البشر فالكل سواء

وطبقا لمبدأ المواطنة توجد واجبات علي المواطن وهى نتيجة طبيعية ومنطقية وضرورية في ظل نظام المواطنة وهو نظام ديمقراطي يتساوى فيه الجميع أمام الحقوق والواجبات والخدمات دون تمييز بأي اعتبار .وطبعا هنا في مجتمعنا المصري يضمنا وطن واحد لا فرق فيه بين مسلم ومسيحى ولا بين طائفة وطائفة وكلنا أمام بناء وطننا والعمل بكل جد وحزم من أجل الوصول به إلى بر الأمان . وحياة مستقرة هادئة لنا جميعا