كواعب أحمد البراهمى تكتب : عادات الجاهلية

انه لمن المحزن ما تمر به بلادنا من أحداث الثأر القائم بين عائلتين كبيرتين في فرشوط . صحيح ان الدم غالي وانه من الصعب ان نطلب من إنسان التجاوز او نسيان دم شخص عزيز لديه فهذا ليس من المنطق ولا من السهل ولا من الطبيعي .ولذلك فإن الله سبحانه وتعالي وهو اعلم بنفوس خلقه جعل القصاص وكذلك الدية لإرضاء أهل القتيل فقد جعل

القصاص للقتل العمد وهو الذي به انصراف نيه الجاني وإرادته إلي إزهاق روح القتيل . وجعل الدية للقتل الخطأ وهو الذي يحدث دون سبق تدبير ودون وجود نية متعمدة للقتل (وهوما يطلق عليه قانونا عدم توافر القصد الجنائي ) .والله سبحانه وتعالي هو المشرع من فوق سبع سموات يعلم بخلقه ويعلم قدراتهم وأهواءهم .ويعلم ما يعانيه اهل القتيل من ذلك الشعور بالحرمان من شخص عزيز لديهم بيد شخص آخر كما ان التشريع القانوني كذلك جعل عقوبة الإعدام أو الأشغال الشاقة المؤبدة للقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد .حسب نوع الجريمة وحسب تنفيذها وإعفاء القاتل من العقوبة في حاله الدفاع عن النفس أو العرض وجعل عقوبة السجن في حالة ضرب أفضي إلي موت والتعويض في حاله القتل الخطأ . وقال تعالي ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) وقال رسوله الكريم (المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه.)وقال صلي الله عليه وسلم (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه المفارق للجماعة ويقصد به المرتد عن الإسلام ). وكذلك لو استحضر الشخص الذي يريد الانتقام قلبه قبل أن يطلق النار أو يستعمل أداة القتل وتذكر الكعبة المشرفة وقدرها عند الله وهي أول بيت وضع للناس وقدرها عند رسوله وقدرها وقدسيتها عند البشر وجمالها وبهاءها وأستحضرقول الرسول صلي الله عليه وسلم ( لزوال الكعبة أهون عند الله من دم امرئ مسلم ) .لتراجع عما في رأسه إعظاما لبيت الله الحرام .وانه لمن الظلم العظيم أن يقوم شخص بقتل شخص ليس هو القاتل وإنما هو الثأر الذي جاء الإسلام وقضي عليه في بلاد العرب وفي جاهليتهم ولكنه مازال موجودا عندنا في صعيدنا مع القبائل العربية النازحة من تونس واليمن وشبه الجزيرة العربية .كما أنه من الناحية الإنسانية لابد أن يتم أخذ اعتبارات أخري ولابد تراعي الأوضاع في المجتمع والبشر الذين يحيطون بنا لابد ان يؤخذ في الاعتبار أي ضرر يلحق بالآخرين الأبرياء فأن الفزع الذي يحدث للأبرياء بما يتم من إطلاق أعيره ناريه تفزعهم وتروعهم حرام . حرام الأطفال والنساء يروعون . ولا يستطيع شخص الذهاب لعمله .أنني أدعو الله ان يهدي قومي فأنهم لا يعلمون .وان نأخذ بيد الذين تطغي عليهم أحزانهم وجرحهم بسبب موت شخص عزيز لديهم .بأن يذكروهم ان رضا الله أكبر .وأسأله ان يصلح الأحوال ويهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه . وينعم علينا بالسلام .