تستاهل.. إيه اللي وداها عند بيتها؟!
بعد وقت قليل من أذان المغرب وصل الأخوان حاملين يفطًا مكتوبًا عليها "بناتنا خط أحمر.. اللي يقرب هيتمسمر"، حيث عادا لتوهما من مسيرة نسائية بها رجال للدفاع عن حقوق المرأة بعد الأحداث التي تعرضت لها مؤخرا.
قال بليغ باستفزاز: أهم قربوا.. وإنتم اللي اتمسمرتم.
ردت هناء: على فكرة يا بابا أنا كان ممكن بكل بساطة أكون مكان البنت اللي اتسحلت دي، يا ترى ساعتها موقفك كان هيبقى إيه؟
بليغ: اخرسي يا بت، إيش جاب لجاب، وأنا هانزلك برضه الشارع من غير بتاع من تحت البتاع؟! فشر.
هنا تتدخل فادية زوجة بليغ في الحديث: لا والنبي يا أخويا أنا مأمناها ماتقلقش، ده أنا حتة جايبة لها بـ...
هناء تصرخ: إييييييييييييه! إيه اللي بتناقشوه ده؟! وهم مالهم ألبس زفت ولا مالبسش، هي حصّلت كده؟! وهو الأساس يا والدي العزيز إن الواحدة تتعرى في الشارع؟
بليغ: اسمعي يا بت، مش عايزك تفتحي الموضوع ده تاني مرة، والبت بتاعت التحرير دي تستاهل إنها ألقت بنفسها في التهلكة وإنها مأمنتش نفسها، والقانون لا يحمي المغفلين.
في اليوم التالي، ظل بال بليغ مشغولاً طوال الوقت بالكلام الذي قالته له ابنته وأخذ يراجع موقفه، ويفكر فيما قال وفيما قالته هي، حتى داهمه صوت جلبة بالشارع، فوجد رجال شرطة القسم المجاور لمنزله يطوفون في الشوارع ويشنون حملة اعتقالات عشوائية لكل المارة بسبب محاولة فاشلة لتهريب مساجين قام بها مجموعة من البلطجية.
لم يصدق ما رآه، رأى ابنته تجري منهم ويطاردونها، حتى أمسك بها أحد العساكر، وانقض عليها وأخذ يضربها بشراسة حتى انحلت ملابسها من شدة السحل، وباتت أشبه بالعارية، وعندما نزل وخلصها من بين أيديهم وصعدا إلى الشقة، قالت الفتاة بعينين دامعتين: أستاهل.. إيه اللي وداني عند بيتنا! وإيه اللي خلاني مالبسش خمسين حاجة تحت الهدوم!
فوضع بليغ رأسه بين كفيه، وأخذ يبكي حتى داهمه أذان المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق