البط والجرجير.. واللّت والعجن الكتير
هناء: إيه يا بابا إنت معتبر الكنبة فاضية يعني؟! مش في واحدة قاعدة بتتفرج؟! مش فاهماك فعلا.
بليغ: اخرسي يا بت، بدل ما أخلي الكنبة فاضية بجد وأدخلك أوضتك.
هناء: مش ممكن الفجوة بين الأجيال وحالة انعدام التواصل القائمة بينا دي، بجد إنت لازم تشوف آلية للتواصل بينا وإلا هاضطر آسفة إني أوسع الفجوة بتجاهل خلافاتنا دي.
بليغ وهو يتحدث إلى نفسه: آلية؟! الله يرحم جدك اللي مات سقعان وكان نفسه ياخد شهادة محو الأمية عشان يزود مرتبه 10 جنيه.
أخذ بليغ يقلب بين القنوات، فهذه تتحدث عن الخطوات العشرة لعمل بسيسة لذيذة، وتلك تتحدث عن الطريقة الأسهل لإزالة البثور والتجاعيد والهالات السوداء حول العين، وقناة أخرى تعرض فيلم أنا بضيع يا وديع، وأخرى يظهر فيها الشيف الشهير الذي دائما ما يتشاجر مع المتصلين، قبل أن يصل أخييييرا ويعلي صوت التليفزيون:
البرادعي بيعرف يزغط البط؟ طب يعرف تمن بارك البقرة في السوق بكام؟ طب يعرف حزمة الجرجير فيها كام عود؟ لو عرف أنتخبه على طول.
جلس بليغ على الكرسي مستمتعا كمن وجد ضالته، وأخذ يستمع لمذيع قناة الفراعين، في وصلة سب وقذف في حق الثورة ورموزها وثوارها وهو يتلذذ ويتمنى لو وصل رامز ابنه في تلك اللحظة وشاهد الغضب يتأجج في عينيه، وقد وصل بالفعل.
رامز: إنت لسه بتجيب القنوات العجيبة دي؟!
بليغ: عشان بتقول الحقيقة تبقى عجيبة؟!
رامز: وهي الحقيقة بقت دكر البط وحزمة الجرجير؟! القناة دي ناقص لها جاموسة ومعزة وتبقى مزرعة، ريحتهم وحشة.
بليغ: القناة حرقاك ليه أنا عايز أعرف، ولا عشان بتشتم في اللي فاكرين نفسهم ثوار، وعشان بتوصل صوتنا، صوت الأغلبية الصامتة.
رامز: وهي الأغلبية الخارسة دي دايما عايزين حد يعملهم كل حاجة؟! حتى الصوت محتاجين وسيط عشان يوصلوه، ومش لاقيين غير القناة دي؟
بليغ: بص يا ابني، عجبك ماعجبكش، دي مش ثورة ولا دول ثوار، ولا مبارك كان حرامي، ولا كل اللي بيدعموه حرامية وخونة، والقناة دي أكتر قناة عارفة كده وبتقول ده من غير ما تخاف، القناة دي مع مبارك وولاد مبارك القناة دي...
المذيع: مبارك ماكانش خاين مبارك كان (م...س)، وكل اللي بيدعموه (م...ن)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق